محاضرات في مقياس المحاسبة المعمقة
السنة الثالثة :محاسبة د/دربوش محمد الطاهر
السنة الجامعية: 2007/2008. أ/ تقرارت يزيد
المؤونات
مفهوم المؤونات
رأينا فيما سبق أن عناصر الاستثمارات تتدهور نتيجة الاستعمال أو بالتقادم بصفة استثنائية لبعضها، و بصفة عادية بالنسبة لبعضها الأخر ،و تلتزم المؤسسة بتسجيلها التدهور أي الإهتلاك وذلك مهما كانت نتيجتها.
نتعرض باقي عناصر الأصول الأخرى غير الاستثمارات، بدورها و بصفة استثنائية إلى تدهور قيمتها، مثل المخزونات و الحقوق بمختلف أنواعها.
من جهة أخرى خسائر محتملة الوقوع ، تنشأ خارج النشاط العادي يمكن أن تتعرض لها المؤسسة في المستقبل ، و أعباء أخرى ستقع مستقبلا و تنشأ عن النشاط.
تطبيقا لمبدأ الحيطة و الحذر يجبر القانون التجاري في مادته 718، المؤسسات على اخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، أي تسجيلها في دفاتر المحاسبة، و ذلك بتكوين مؤونات تدهور قيم المخزون و الحقوق و مؤونات الخسائر و الأعباء، سواء كانت النتيجة إيجابية أم سلبية حفظا على صدق الميزانية.
نستنتج أن هناك نوعين من المؤونات:
- مؤونة تدهور قيم المخزون، و تدهور قيم الحقوق (الأوراق المالية، الزبائن)
- مؤونات الخسائر و الأعباء (مؤونات الأخطار، مؤونات المنازعات أمام المحاكم، مؤونات الضمانات المقدمة للزبائن، مؤونات المخالفات، مؤونات الغرامات، مؤونات صرف العملات الصعبة، و المؤونات الواجبة التوزيع على عدة سنوات).
شروط تكوين مؤونات تدهور القيم:
- يجب أن يكون التدهور محققا من حيث طبيعته، و أن يشخص العنصر المتعرض للتدهور بمفرده.
- عندما يكون التدهور محققا، يجب تكوين مؤونة لذلك و لو تعذر معرفة المبلغ بدقة.
- يحدد التدهور بعد دراسة بطرق إحصائية أو عشوائيا في حالة تعذر ذلك.
- تكون المؤونة في نهاية الدورة و تأخذ في الحساب التدهورات المحتملة بهذا التاريخ، أما ما يحدث بعد ذلك فيهمل و لا يأخذ إلا في نهاية الدورة.
- يعاد النظر في المؤونات المكونة، مؤونة بمؤونة، في نهاية كل دورة جديدة من اجل تعديلها بزيادة أو نقصان، أو بقائها كما هي، أو إلغائها.
شروط تكوين مؤونات تدهور القيم:
- يجب تحديد الخسارة و العبء المقدر بدقة أي تشخيص طبيعة كل منها.
- يفرق بين الخسائر و الأعباء : تعد الخسائر خسائر محتملة الوقوع و تنشأ خارج الاستغلال العادي للمؤسسة، أما الأعباء محققة الوقوع و تنشا عن الاستغلال العادي للمؤسسة.
- يحدد مبلغ الخسارة أو العبء بعد دراسة و بطرق إحصائية أو عشوائيا في حالة تعذر ذلك.
- تكون المؤونة في نهاية الدورة, ونأخذ في الحساب الأعباء و الخسائر المحتملة بهذا التاريخ، أما ما يحدث بعد ذلك فيهمل و لا يأخذ به إلا في نهاية الدورة.
- تراجع المؤونات المكونة، مؤونة بمؤونة في نهاية كل دورة جديدة من اجل تعديلها (زيادة أو نقصان) أو إبقائها كما هي، أو إلغائها.
- يحدث إذن أن تكون أسعار بعض عناصر المخزون، في نهاية الدورة أقل من تكلفة شراء أو صنع هذه العناصر، كما يحدث أن تكون أسعار الأوراق المالية بهذا التاريخ في انخفاض مقارنة أسعار شرائها, و يحدث أن يكون بعض الزبائن في وضعية مالية صعبة مشكوك في أمرهم، يحتمل أن يتعذر عليهم دفع جزء أو كل ما عليهم من ديون.
من جهة أخرى قد تجبر المؤسسة على دفع مبالغ مستقبلا لما ارتكبته من مخالفات (خسائر، قضايا أمام المحاكم، و مختلف الأخطار المحتملة الوقوع و مبالغ أخرى ضخمة ناتجة عن طبيعة نشاطها تصرف دوريا بعد عدد من السنوات.
في جميع الحالات يجب تكوين مؤونة لمواجهة ذلك.
الإثبات المحاسبي للمؤونات
* تكوين المؤونة : يتم تكوين المؤونة كالآتي: