من أهداف الحياة الروحية بث الطمأنينة في النفس ، ونبد الهم والقلق اللدين هما أعدى أعدائها ، ودكر الله هو وسيلة فعالة للوصول إلى هده الطمأنينة ، وإليك البيان إن انشغال الفكر بالهموم المادية أو المعنوية ،وتشتت العقل تحت تأثير القلق على المستقبل وتجاه مختلف أحداث الحياة ، كل هده الوساوس والأفكار تعصف بالانسان وتجعله عاجزا عن القيام بواجباته
وقد يخيل إلى البعض أن الإسترسال في الهم والقلق حالة نفسية لا علاقة لها بالبدن ، لكن التجارب العملية أثبتت أن الإستغراق في الهم والتمادي في القلق حالات فزيولوجية سرعان ما تضعف الجسم وتصيبه بشتى الأمراض
ومصدر الهم والقلق هو استشعار الإنسان بضعفه امام أحداث الحياة ، ولكن الإيمان القوي بالله الدي له التصرف في هدا الكون والاعتماد عليه ، يلقي في نفس الإنسان طمأنينة وقوة تتضاءل أمامهما هموم الحياة بحيث يراها شيئا تافها وقد اعترف بهده الحقيقة الدكتور // بريل // إد قال ـ إن المرء المتدين حقا لا يعاني قط مرضا نفسيا ـ … ويقول // ديل كارنيجي // ـ إن أطباء النفس يدركون أن الإيمان القوي والإستمساك بالدين كفيلان بان يقهرا القلق والتوتر العصبي ،وان يشفيا هده الأمراض ـ
ودكر الله هو أثر من آثار الإيمان بالله ،وهو غداء روحي يمد النفس الانسانية بما تحتاجه من سكينة واطمئنان ، وهدا ما صرح به القرآن ودكر الله هو مظهر لمعرفة الإنسان بربه والثناء عليه ، ولهدا يصرح القرآن بأن دكر الله وسيلة للتقرب منه سبحانه وتعالى ،وأن الداكرين مجزيون بمحبته ورحمته ، وحسبنا هده الآيات القرآنية في فضائل دكر الله ـ فادكروني أدكركم واشكروا لي ولا تكفرون ـ ـ يا أيها الدين آمنوا ادكروا الله دكرا كثيرا . وسبحوه بكرة وأصيلا . هو الدي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمومنين رحيما ـ ـ والداكرين الله كثيرا والداكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ـ وإدا بين القرآن فضائل دكر الله ، نراه في موضع آخر يعلن بأن الإعراض عنه يضل الإنسان ويؤدي إلى شقائه قال تعالى ـ ومن يعش ُ عن دكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين . وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ـ والمعنى ..من يعرض عن دكر الله أو هديه يسلط الله عليه شيطانا يلازمه ويغويه ويزين له فعل المعاصي . وإن الشياطين ليصرفون هؤلاء عن طريق الهدى والحق بينما هم يظنون أنهم مهتدون وجاء في القرآن في التحديرمن الإعراض عن دكر الله ـ ولا تكونوا كالدين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ـ ودكر الله له أثر كبير في تربية النفس ، فالدي يدكر ربه ويتصور عظمته يخشع قلبه ويلين ، فلا يصدر عنه إلا كل خير ، لإنه يعلم أن الله مطلع عليه ، بينما الدين يعرضون عن تدكر خالقهم وينزلقون في غمرة هده الحياة يكون دلك داعيا لقسوة قلوبهم التي ينتج عنها الشر ،ولدلك حدر الله من الوصول إلى هده الحالة المقيتة ـ ألم يان للدين آمنوا أن تخشع قلوبهم لدكر الله ومانزل من الحق ولا يكونوا كالدين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ـ ولشدة عناية الإسلام جعل الصلاة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه مشتملة على أنواع كثيرة من دكر الله وجعلها خمسا في اليوم والليلة ،وطالب الزيادة على دلك في الليل ، وهو ما يطلق عليه اسم التجهد ، لأن الليل تصفو فيه النفوس وتكون أقدر على المناجاة بروحية لايعكر صفوها أي معكر ، وهدا ما أمر به الله تعالى بقوله ـ وأقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا . ومن الليل فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ـ
ـ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ـ
أي طمأنينة تشعر بها عند قراءتك هده الآيات … وأي فيض من إحساس سام يغمر نفسك فينتشلك من مستنقع هده الحياة المادية إلى أخرى تستشعر حلاوتها …إنه القرآن ، دلك الكتاب الروحي الدي يمسح ما في نفسك من الهم والحزن
عن كتاب روح الدين الإسلامي لصاحبه عفيف عبد الفتاح طبارة